مراقب
16 Dec 2005, 10:44 PM
.
.
.
.
الإخوة الكـرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحببت أن أنقل لكم هذه الحلقات باختصار من كتاب ( أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة ) للشيخ : محمد إبراهيم الحمد .
وهو كتاب عظيم النفع والفائدة .
مقدمة الكتاب :
قال الشيخ - حفظه الله - :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإن للناس مجالس يرتادونها، وبينهم أحاديث يتداولونها ويتجاذبون أطرافها، ولكل من المحادثة والمجالسة آداب جميلة، وسنن قويمة، يحسن بالمرء مراعاتها، ويجمل به أن يتخلق بها، ويتجنب ما ينافيها؛ ليكون حديثه ماتعاً، ومجلسه ممرعاً، تسوده الحكمة، وتغشاه السكينة، وتتنزل عليه الرحمة.
وإن المتأمل لأحاديثنا ومجالسنا ليلحظ خللاً كبيراً، وتقصيراً كثيراً؛ ذلك أنها تعمر_غالباً_بالهذر الضار، واللغو الباطل، الذي لا طائل تحته، ولا فائدة ترجى من ورائه.
فلا يعالج في تلك المجالس قضية، ولا يأمر فيها بصدقة، أو بمعروف، أو إصلاح بين الناس.
بل ربما أضحت مراتع للخنا، ومنتدياتٍ للزور، يسفك فيها دم الفضيلة، وترفع في سوحها ألوية الرذيلة؛ فلا غرو إن صارت وبالاً على أهليها، وحسرةً على مرتاديها؛ حيث فقدوا بركتها، وحرموا خيراتها، فلا يجد المرء فيها أنسه، ولا من يقدر كرامته وإنسانيّته، بل ربما وجد الإهانة والإساءة من جلاسه.
فما أحرانا_معاشر المسلمين_أن تكون أحاديثنا ومجالسنا عامرة بالجد والحكمة، حافلة بما يعود علينا بالفائدة والمتعة، بعيدة عما ينافي الآداب والمروءة.
وإن مما يعين على ذلك أن تلقى الأضواء على مايدور في مجالسنا وأحاديثنا من أخطاء؛ كي تُتلافى ويُسعى في علاجها.
وفي مايلي من صفحات ذكرٌ لبعض تلك الأخطاء؛ تنبيهاً عليها، وحفزاً لمن وقع فيها أن يتخلص منها.
فعسى الله أن ينفع بهذا العمل، وأن يجعله خالصاً لوجه الكريم؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
.
.
أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة
1- الــثــرثـــرة :
الثرثرة هي كثرة الكلام بلا فائدة، والثرثار هو كثير الكلام تكلفاً.
فتجد من الناس من هو ثرثار مهذار، يتكلم من كل باب، ويتولج كل مضيق.
فإذا حضر مجلساً ما ملأه بكثرة الضجيج، وأشغله بفضول الكلام.
فالثرثرة مظهر من مظاهر سوء الخلق، وهي دليل عل نقص العقل ورقّةِ الدين.
قال النبي_عليه الصلاة والسلام - : ( إن من أحبكم إليّ، وأقربكم مني في الآخرة أحاسنكم أخلاقاً وإن أبغضكم إليّ، وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقاً؛ الثرثارون، المتفيهقون، المتشدقون )
.
قال الشافعي :
لاخير في حشو الكلام
... إذا اهتديت إلى عيونه
والصمتُ أجملُ بالفتى
... من منطقٍ في غير حينه
.
قال الإمام النووي :
اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام المباحُ وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه؛ لأنه قد يجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثيرٌ في العادة، والسلامة لايعدلها شيء .
وقال القاسمي:
إياك وفضول الكلام؛ فإنه يُظهر من عيوبك مابطن، ويحرك من عدوك ماسكن؛ فكلام الإنسان بيان فضله وترجمان عقله؛ فاقصره على الجميع، واقتصر منه على القليل .
ولئن كان نزول الصمت، وترك الحديث فيما لايعني مستحسناً مطلوباً من كل أحد_فلهو ممن يأنس من نفسه الجهل، وكثرة الزلل والخطأ أولى وأولى.
قال علي بن عبدالرحمن بن هذيل:
من الواجب على من عري من الأدب، وتخلى عن المعرفة والفهم، ولم يتحلّ بالعلم_أن يلزم الصمت، ويأخذ نفسه به؛ فإن ذلك حظ كبير من الأدب، ونصيب وافر من التوفيق؛ لأنه يأمن من الغلط، ويعتصم من دواعي السقط؛ فالأدب رأس كل حكمة، والصمت جماع الحكم .
.
.
عـذرًا عـلى الإطــالــة .. و شكرا لكم حــتــى الحلقة الثانية ...
.
.
.
الإخوة الكـرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحببت أن أنقل لكم هذه الحلقات باختصار من كتاب ( أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة ) للشيخ : محمد إبراهيم الحمد .
وهو كتاب عظيم النفع والفائدة .
مقدمة الكتاب :
قال الشيخ - حفظه الله - :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فإن للناس مجالس يرتادونها، وبينهم أحاديث يتداولونها ويتجاذبون أطرافها، ولكل من المحادثة والمجالسة آداب جميلة، وسنن قويمة، يحسن بالمرء مراعاتها، ويجمل به أن يتخلق بها، ويتجنب ما ينافيها؛ ليكون حديثه ماتعاً، ومجلسه ممرعاً، تسوده الحكمة، وتغشاه السكينة، وتتنزل عليه الرحمة.
وإن المتأمل لأحاديثنا ومجالسنا ليلحظ خللاً كبيراً، وتقصيراً كثيراً؛ ذلك أنها تعمر_غالباً_بالهذر الضار، واللغو الباطل، الذي لا طائل تحته، ولا فائدة ترجى من ورائه.
فلا يعالج في تلك المجالس قضية، ولا يأمر فيها بصدقة، أو بمعروف، أو إصلاح بين الناس.
بل ربما أضحت مراتع للخنا، ومنتدياتٍ للزور، يسفك فيها دم الفضيلة، وترفع في سوحها ألوية الرذيلة؛ فلا غرو إن صارت وبالاً على أهليها، وحسرةً على مرتاديها؛ حيث فقدوا بركتها، وحرموا خيراتها، فلا يجد المرء فيها أنسه، ولا من يقدر كرامته وإنسانيّته، بل ربما وجد الإهانة والإساءة من جلاسه.
فما أحرانا_معاشر المسلمين_أن تكون أحاديثنا ومجالسنا عامرة بالجد والحكمة، حافلة بما يعود علينا بالفائدة والمتعة، بعيدة عما ينافي الآداب والمروءة.
وإن مما يعين على ذلك أن تلقى الأضواء على مايدور في مجالسنا وأحاديثنا من أخطاء؛ كي تُتلافى ويُسعى في علاجها.
وفي مايلي من صفحات ذكرٌ لبعض تلك الأخطاء؛ تنبيهاً عليها، وحفزاً لمن وقع فيها أن يتخلص منها.
فعسى الله أن ينفع بهذا العمل، وأن يجعله خالصاً لوجه الكريم؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
.
.
أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة
1- الــثــرثـــرة :
الثرثرة هي كثرة الكلام بلا فائدة، والثرثار هو كثير الكلام تكلفاً.
فتجد من الناس من هو ثرثار مهذار، يتكلم من كل باب، ويتولج كل مضيق.
فإذا حضر مجلساً ما ملأه بكثرة الضجيج، وأشغله بفضول الكلام.
فالثرثرة مظهر من مظاهر سوء الخلق، وهي دليل عل نقص العقل ورقّةِ الدين.
قال النبي_عليه الصلاة والسلام - : ( إن من أحبكم إليّ، وأقربكم مني في الآخرة أحاسنكم أخلاقاً وإن أبغضكم إليّ، وأبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقاً؛ الثرثارون، المتفيهقون، المتشدقون )
.
قال الشافعي :
لاخير في حشو الكلام
... إذا اهتديت إلى عيونه
والصمتُ أجملُ بالفتى
... من منطقٍ في غير حينه
.
قال الإمام النووي :
اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام المباحُ وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه؛ لأنه قد يجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثيرٌ في العادة، والسلامة لايعدلها شيء .
وقال القاسمي:
إياك وفضول الكلام؛ فإنه يُظهر من عيوبك مابطن، ويحرك من عدوك ماسكن؛ فكلام الإنسان بيان فضله وترجمان عقله؛ فاقصره على الجميع، واقتصر منه على القليل .
ولئن كان نزول الصمت، وترك الحديث فيما لايعني مستحسناً مطلوباً من كل أحد_فلهو ممن يأنس من نفسه الجهل، وكثرة الزلل والخطأ أولى وأولى.
قال علي بن عبدالرحمن بن هذيل:
من الواجب على من عري من الأدب، وتخلى عن المعرفة والفهم، ولم يتحلّ بالعلم_أن يلزم الصمت، ويأخذ نفسه به؛ فإن ذلك حظ كبير من الأدب، ونصيب وافر من التوفيق؛ لأنه يأمن من الغلط، ويعتصم من دواعي السقط؛ فالأدب رأس كل حكمة، والصمت جماع الحكم .
.
.
عـذرًا عـلى الإطــالــة .. و شكرا لكم حــتــى الحلقة الثانية ...