كاتب
30 Jan 2006, 12:01 AM
((مجانين العقلاء))
كتب ابن الجوزي كتاباً ظريفاً عن ((عقلاء المجانين)) ، أودع فيه من الأخبار والسير ، والأعاجيب والعبر ، ما لذ وطاب وآنس الأحباب ، من جميل العجائب وبديع الغرائب .
وأبدعت قبيلة من القبائل العربية ـ واسمها شبيه باسم إحدى الدول الاسكندنافية ـ في ابتكار (قصة) وهمية ، يضيفون إليها من يشاءون ممن اتصف بصفة ( الخبال) فأسموها (( باص الخبول )) ، فكل من انتقدوه بسوء تصرف ، أو فعل مستقبح ، جعلوه من ركاب هذه الحافلة المميزة ، وبرسوم رمزية مغرية !!!
لهذا كله اسمحوا لي بهذه التسمية :
((مجانين العقلاء))
أجمع فيها أخبر قوم يعدهم الناس عقلاء ، وفي منازل النبلاء ، وهم إلى الجنون أقرب ، وإلى الحمق أنسب ، فلو تأملت صفاتهم وأخبارهم ، لوجدت أنها تصف حالهم ، وتبين عجائبهم وغرائبهم ، وغالباً لا يكون نصيب الواحد منهم إلا صفة أو صفتين ، ومن كثرت فيه الخلال والخصال كان مجنوناً خالصاً ، فليتنبه (أقصد) فليتنبه من يجالسه ويخالطه( لأنهم بالعادة لم ولن يتنبهوا ) فعدوى الأخلاق أشد خطراً من عدوى جنون البقر ، أو أنفلونزا الطيور والصقر ، أو حتى أبو سعيبيل الغبر ، عافانا الله وإياكم من الشرور والضرر.
ملاحظة قبل البداية :
هذه الدراسة عبارة عن بحث مقتبس من بعض موسوعاتي المخطوطة يسر الله طباعتها .
وهن على الترتيب ثلاث موسوعات :
الأولى: سير أعلام السفهاء وستصدر باسم (الخشبي).
والثانية: الأقزام ، وستصدر باسم( الحبرتي )..
والثالثة: وفيات الطليان وستصدر باسمي الصريح ...
ولنبدأ على بركة الله ، وعن الزلل نستغفر الله :
1.من استدان الديون الثقال ، وتجشم ما استعاذ منه النبي والآل ، أعني بذلك الدين ، وهو كما قيل عمى العين ، فيرمي بنفسه وماله ، في بحر لا ساحل له ، وفم تنين لا أمان له ، فيقتحم ذلك السوق ، يحدوه في ذلك الشوق ، ولو علم .. لكفاه أن له من اسمه نصيب ، وداؤه عجز عنه كل طبيب ، فقد جمع بين السم والهم ، فتنبه يا أخ الوهم ..
2.من غار على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وركب موجة سب الدنمرك ، ومقاطعة اللورباك والبُك ، ـ وهذا خير كله ـ ولكنه لم يقرأ لرسول الله سيره ، ولم يتأمل في يوم أخباره ودرره الكثيرة ، لم يتصفح يوماً التجريد الصحيح ، ولا سلاسل الألباني والجامع الصحيح ، لم يقرأ سيرة ابن هشام ، ولم يقتني سبل السلام ، ولم يتذوق الرحيق المختوم ، ولم يقتد يوماً بالنبي المعصوم ، فتجده يشبه الكفرة في لبسه وكلامه ، أكثر من شبهه بقدوته وإمامه ، فإن سب الكفرة نبينا بأقوالهم ، فليس بمستغرب!!، ولكن الأغرب!!! أن نسبه بفعالنا ، فقد هان عليهم ـ وهو ليس بهين ـ لما هان على بعضنا . فتنبه!
3.من ضمرت بسمته ، وصار العبوس سِمته ، وانقطع سلامه ، وقل اهتمامه ، وجف ساحل كرمه وإنعامه ، وكان يوماً !! بساماً ، عزاماً ، أريحياً ، ألمعياً ، لوذعياً ، (شكلي دوختكم بالتنوين) ، يحسب أن الناس ينسون ، أو يتناسون ، فنذكره بأن الانتخابات القادمة ليست عنا ببعيد ، فتنبه يا...فريد.
4. من كان يوماً سربوتاً ، أو مع التهذيب مراهقاً عفريتاً ، يعرف حركاتهم ، وسكناتهم ، ويعرف خططهم ، وأحابيلهم ، ولا يكاد يخفى عليه شيء من ألاعيبهم ، ثم لما كبر به العمر ، واشترى الجيب والهمر ، وأصبح رب أسرة ، وكبير كرشة ، تجده لا يبالي بِعُرِي بنته (من التعري لا تروحون بعيد) أو( تحلس وتملس ابنه ) ، وكأنه ولد في بادية بين إبله وهمله ، أو في بيت صلاح وتنسك ، ولم يعرف يوماً المجون والتهتك ، وقد غلبته غفلة الصالحين ، ودروشة الناسكين!! يامسكييييييييين !!
5.من أطال شعره ـ لحيةً كانت أو (مؤخراً) شوشة ـ تعبداً لله وطاعة له جل علاه ، ولكنه قصر في عمله ، فهو لخيانة الأمانة أقرب ، ولأكل أموال الناس أجشع من ( أشعب ) .
6. من يمد إليك مصحفه يوم الجمعة ، وقد تبسم ابتسامة صفراء ، عريضة حمقاء ، يطلب منك أن تعيده في طريقك إلى مكانه ، مع تقديم عظيم شكره وصادق امتنانه!
7.من يأتي إلى المسجد قرب الإقامة ، ويقف في الصف ينتظر إمامه ، أحياناً يقلب الساعة ، وأحياناً يتعجب من طول المسجد واتساعه ، وكأن ركعتي التحية ، أعظم من فرفرة في المحمدية ، أو قفز مطبات المساعدية !!
8. من يتناول المسكر والمخدر ، ويحسب أنه متستر ، وقد فضحته عيناه ، وشدوقه ووجنتاه ، يحسب المسكين ، أنه عن نقد الناس بعيد ، وعن التهمة ليس بقريب ، وقد عرفه الصغير والكبير ، والذكي والغبي ، حتى صار مضرب المثل ، في السفاهة والخبل ، وهو في غيه سادر ، وفي مشيه عاثر ، ياساتر!!!
9.من يسأل العلماء عن الفروع ، وصيد الضبع والجربوع ، وإن سئل عن أحكام الطهارة والمياه ، لقال هذا لأهل العلم والدعاة ، وأنا فيه جاهل ، ومعاذ الله أن أكون بغير علم قائل ، فإذا جاءت النوازل ، والمسائل النوادر ، التي تحار لها أفهام أولي العلم والبصائر ، تجده نعم المغامر ، وبكل محفل مصرح وثائر ، يتكلم في الملمات ، ناسفاً أقوال أهل العلم والدعاة ، فليته تكلم في الأولى ، وسكت في الثانية ، ولكن الجنون فنون كما يقولون .
10...... لكم ولمشاركاتكم الجميلة والمفيدة !
كتب ابن الجوزي كتاباً ظريفاً عن ((عقلاء المجانين)) ، أودع فيه من الأخبار والسير ، والأعاجيب والعبر ، ما لذ وطاب وآنس الأحباب ، من جميل العجائب وبديع الغرائب .
وأبدعت قبيلة من القبائل العربية ـ واسمها شبيه باسم إحدى الدول الاسكندنافية ـ في ابتكار (قصة) وهمية ، يضيفون إليها من يشاءون ممن اتصف بصفة ( الخبال) فأسموها (( باص الخبول )) ، فكل من انتقدوه بسوء تصرف ، أو فعل مستقبح ، جعلوه من ركاب هذه الحافلة المميزة ، وبرسوم رمزية مغرية !!!
لهذا كله اسمحوا لي بهذه التسمية :
((مجانين العقلاء))
أجمع فيها أخبر قوم يعدهم الناس عقلاء ، وفي منازل النبلاء ، وهم إلى الجنون أقرب ، وإلى الحمق أنسب ، فلو تأملت صفاتهم وأخبارهم ، لوجدت أنها تصف حالهم ، وتبين عجائبهم وغرائبهم ، وغالباً لا يكون نصيب الواحد منهم إلا صفة أو صفتين ، ومن كثرت فيه الخلال والخصال كان مجنوناً خالصاً ، فليتنبه (أقصد) فليتنبه من يجالسه ويخالطه( لأنهم بالعادة لم ولن يتنبهوا ) فعدوى الأخلاق أشد خطراً من عدوى جنون البقر ، أو أنفلونزا الطيور والصقر ، أو حتى أبو سعيبيل الغبر ، عافانا الله وإياكم من الشرور والضرر.
ملاحظة قبل البداية :
هذه الدراسة عبارة عن بحث مقتبس من بعض موسوعاتي المخطوطة يسر الله طباعتها .
وهن على الترتيب ثلاث موسوعات :
الأولى: سير أعلام السفهاء وستصدر باسم (الخشبي).
والثانية: الأقزام ، وستصدر باسم( الحبرتي )..
والثالثة: وفيات الطليان وستصدر باسمي الصريح ...
ولنبدأ على بركة الله ، وعن الزلل نستغفر الله :
1.من استدان الديون الثقال ، وتجشم ما استعاذ منه النبي والآل ، أعني بذلك الدين ، وهو كما قيل عمى العين ، فيرمي بنفسه وماله ، في بحر لا ساحل له ، وفم تنين لا أمان له ، فيقتحم ذلك السوق ، يحدوه في ذلك الشوق ، ولو علم .. لكفاه أن له من اسمه نصيب ، وداؤه عجز عنه كل طبيب ، فقد جمع بين السم والهم ، فتنبه يا أخ الوهم ..
2.من غار على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وركب موجة سب الدنمرك ، ومقاطعة اللورباك والبُك ، ـ وهذا خير كله ـ ولكنه لم يقرأ لرسول الله سيره ، ولم يتأمل في يوم أخباره ودرره الكثيرة ، لم يتصفح يوماً التجريد الصحيح ، ولا سلاسل الألباني والجامع الصحيح ، لم يقرأ سيرة ابن هشام ، ولم يقتني سبل السلام ، ولم يتذوق الرحيق المختوم ، ولم يقتد يوماً بالنبي المعصوم ، فتجده يشبه الكفرة في لبسه وكلامه ، أكثر من شبهه بقدوته وإمامه ، فإن سب الكفرة نبينا بأقوالهم ، فليس بمستغرب!!، ولكن الأغرب!!! أن نسبه بفعالنا ، فقد هان عليهم ـ وهو ليس بهين ـ لما هان على بعضنا . فتنبه!
3.من ضمرت بسمته ، وصار العبوس سِمته ، وانقطع سلامه ، وقل اهتمامه ، وجف ساحل كرمه وإنعامه ، وكان يوماً !! بساماً ، عزاماً ، أريحياً ، ألمعياً ، لوذعياً ، (شكلي دوختكم بالتنوين) ، يحسب أن الناس ينسون ، أو يتناسون ، فنذكره بأن الانتخابات القادمة ليست عنا ببعيد ، فتنبه يا...فريد.
4. من كان يوماً سربوتاً ، أو مع التهذيب مراهقاً عفريتاً ، يعرف حركاتهم ، وسكناتهم ، ويعرف خططهم ، وأحابيلهم ، ولا يكاد يخفى عليه شيء من ألاعيبهم ، ثم لما كبر به العمر ، واشترى الجيب والهمر ، وأصبح رب أسرة ، وكبير كرشة ، تجده لا يبالي بِعُرِي بنته (من التعري لا تروحون بعيد) أو( تحلس وتملس ابنه ) ، وكأنه ولد في بادية بين إبله وهمله ، أو في بيت صلاح وتنسك ، ولم يعرف يوماً المجون والتهتك ، وقد غلبته غفلة الصالحين ، ودروشة الناسكين!! يامسكييييييييين !!
5.من أطال شعره ـ لحيةً كانت أو (مؤخراً) شوشة ـ تعبداً لله وطاعة له جل علاه ، ولكنه قصر في عمله ، فهو لخيانة الأمانة أقرب ، ولأكل أموال الناس أجشع من ( أشعب ) .
6. من يمد إليك مصحفه يوم الجمعة ، وقد تبسم ابتسامة صفراء ، عريضة حمقاء ، يطلب منك أن تعيده في طريقك إلى مكانه ، مع تقديم عظيم شكره وصادق امتنانه!
7.من يأتي إلى المسجد قرب الإقامة ، ويقف في الصف ينتظر إمامه ، أحياناً يقلب الساعة ، وأحياناً يتعجب من طول المسجد واتساعه ، وكأن ركعتي التحية ، أعظم من فرفرة في المحمدية ، أو قفز مطبات المساعدية !!
8. من يتناول المسكر والمخدر ، ويحسب أنه متستر ، وقد فضحته عيناه ، وشدوقه ووجنتاه ، يحسب المسكين ، أنه عن نقد الناس بعيد ، وعن التهمة ليس بقريب ، وقد عرفه الصغير والكبير ، والذكي والغبي ، حتى صار مضرب المثل ، في السفاهة والخبل ، وهو في غيه سادر ، وفي مشيه عاثر ، ياساتر!!!
9.من يسأل العلماء عن الفروع ، وصيد الضبع والجربوع ، وإن سئل عن أحكام الطهارة والمياه ، لقال هذا لأهل العلم والدعاة ، وأنا فيه جاهل ، ومعاذ الله أن أكون بغير علم قائل ، فإذا جاءت النوازل ، والمسائل النوادر ، التي تحار لها أفهام أولي العلم والبصائر ، تجده نعم المغامر ، وبكل محفل مصرح وثائر ، يتكلم في الملمات ، ناسفاً أقوال أهل العلم والدعاة ، فليته تكلم في الأولى ، وسكت في الثانية ، ولكن الجنون فنون كما يقولون .
10...... لكم ولمشاركاتكم الجميلة والمفيدة !