أمواج الشرقية
11 Sep 2006, 05:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهدي الآتي إلى كل من فقد يوما عزيزا ..
مقتطفات من كتاب ( الروح ) للإمام / ابن القيم الجوزية ..
المسالة الأولى /
قال ابن عبد البر : ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام ) فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام .
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة : أنه أمر بقتلى بدر فألقوا في قليب ، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم : ( يا فلان ابن فلان ، ويا فلان ابن فلان ، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا ) فقال له عمر : يا رسول الله ، ما تخاطب من أقوام قد جيّفوا ؟ فقال : ( والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكن لا يستطيعون جوابا ) .
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلم : ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ) وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم و الجماد ، والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له و يستبشر به .
حدثنا محمد بن عون ، حدثنا يحيى بن يمان ، عن عبد الله بن سمعان ، عن يزيد بن أسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم ) .
حدثنا محمد بن الحسين ، حدثني يحيى بن بسطام الأصغر ، حدثني مسمع ، حدثني رجل من آل عاصم الجحدري قال : ( رأيت عاصما الجحدري في منامي بعد موته بسنتين ، فقلت : أليس قد مت ؟ قال : بلى . فقلت : فأين أنت ؟ قال : أنا والله في روضة من رياض الجنة ، أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة و صبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني ، فنتلقى أخباركم . قال : قلت : أجسادكم أم أرواحكم ؟ قال : بليت الأجسام وإنما تتلاقى الأرواح ، قال : قلت : فهل تعلمون بزيارتنا إياكم ؟ قال : نعم نعلم بها عشية الجمعة و يوم الجمعة كله ويوم السبت إلى طلوع الشمس . قال : قلت : فكيف ذلك دون الأيام كلها ؟ قال : لفضل يوم الجمعة وعظمته .
حدثني محمد بن الحسين ، حدثني يحيى بن أبي بكير ، حدثني الفضل بن موفق ابن خال سفيان بن عيينة قال : لما مات أبي ، جزعت عليه جزعا شديدا ، فكنت آتي قبره في كل يوم ، ثم قصرت عن ذلك ما شاء الله ، ثم إنني أتيته يوما ، فبينما أنا جالس عند القبر غلبتني عيناي فنمت ، فرأيت كأن قبر أبي قد انفرج وكأنه قاعد على قبره متوشحا أكفانه عليه سحنة الموتى قال : فكأني بكيت لما رأيته ، قال : يا بني ما أبطأ بك عني ؟ قلت : وإنك لتعلم بمجيئي ؟ قال : ما جئت مرة إلا علمتها ، وقد كنت تأتيني فآنس بك وأسر بك ، ويسر من حولي بدعائك ، قال : فكنت آتيه بعد ذلك كثيرا .
حدثني محمد بن عبد العزيز بن سليمان ، حدثنا بشر بن منصور ، قال : لما كان زمن الطاعون ، كان رجل يختلف إلى الجبان ، فيشهد الصلاة على الجنائز ، فإذا أمسى وقف على باب المقابر قال : آنس الله وحشتكم ورحم غربتكم ، وتجاوز عن مسيئكم ، وقبل حسناتكم ، ولا يزيد عن هؤلاء الكلمات . فقال : فأمسيت ذات ليلة وانصرفت إلى أهلي ولم آت المقابر فأدعو كما كنت أدعو ، فبينما أنا نائم إذا بخلق كثير قد جاؤوني ، فقلت : ما أنتم وما حاجتكم ؟ قالوا : نحن أهل المقابر . قلت : وما حاجتكم ؟ قالوا : إنك عودتنا منك هدية عند انصرافك إلى أهلك . فقلت : وما هي ؟ قالوا : الدعوات التي كنت تدعو بها . قال : فقلت : فإني أعود لذلك . قال : فما تركتها بعد .
وذكر ابن أبي الدنيا ، عن أحمد بن أبي الحواري قال : حدثني محمد أخي قال : دخل عباد بن عباد على إبراهيم بن صالح وهو على فلسطين ، فقال : عظني ؟ قال : بما أعظك أصلحك الله ؟ بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم الموتى ، فانظر ما يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك ، فبكى إبراهيم حتى اخضلت لحيته .
وقال شبيب بن شبيبة : أوصتني أمي عند موتها ، فقالت : يا بني إذا دفنتني فقم عند قبري وقل : يا أم شبيب قولي : لا إله إلا الله ، فلما دفنتها قمت عند قبرها فقلت : يا أم شبيب قولي لا إله إلا الله ، ثم انصرفت ، فلما كان من الليل رأيتها في النوم فقالت : يا بني كدت أن أهلك لولا أن تداركتني لا إله إلا الله ، فقد حفظت وصيتي يا بني .
والحقيقة الكتاب أكثر من رائع لكن أعتذر لعدم تفرغي ..
ولا كان نسخت لكم الكتاب كله ..
دمتم بود ..
أهدي الآتي إلى كل من فقد يوما عزيزا ..
مقتطفات من كتاب ( الروح ) للإمام / ابن القيم الجوزية ..
المسالة الأولى /
قال ابن عبد البر : ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام ) فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام .
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة : أنه أمر بقتلى بدر فألقوا في قليب ، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم : ( يا فلان ابن فلان ، ويا فلان ابن فلان ، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا ) فقال له عمر : يا رسول الله ، ما تخاطب من أقوام قد جيّفوا ؟ فقال : ( والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكن لا يستطيعون جوابا ) .
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلم : ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين ) وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم و الجماد ، والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له و يستبشر به .
حدثنا محمد بن عون ، حدثنا يحيى بن يمان ، عن عبد الله بن سمعان ، عن يزيد بن أسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم ) .
حدثنا محمد بن الحسين ، حدثني يحيى بن بسطام الأصغر ، حدثني مسمع ، حدثني رجل من آل عاصم الجحدري قال : ( رأيت عاصما الجحدري في منامي بعد موته بسنتين ، فقلت : أليس قد مت ؟ قال : بلى . فقلت : فأين أنت ؟ قال : أنا والله في روضة من رياض الجنة ، أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة و صبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني ، فنتلقى أخباركم . قال : قلت : أجسادكم أم أرواحكم ؟ قال : بليت الأجسام وإنما تتلاقى الأرواح ، قال : قلت : فهل تعلمون بزيارتنا إياكم ؟ قال : نعم نعلم بها عشية الجمعة و يوم الجمعة كله ويوم السبت إلى طلوع الشمس . قال : قلت : فكيف ذلك دون الأيام كلها ؟ قال : لفضل يوم الجمعة وعظمته .
حدثني محمد بن الحسين ، حدثني يحيى بن أبي بكير ، حدثني الفضل بن موفق ابن خال سفيان بن عيينة قال : لما مات أبي ، جزعت عليه جزعا شديدا ، فكنت آتي قبره في كل يوم ، ثم قصرت عن ذلك ما شاء الله ، ثم إنني أتيته يوما ، فبينما أنا جالس عند القبر غلبتني عيناي فنمت ، فرأيت كأن قبر أبي قد انفرج وكأنه قاعد على قبره متوشحا أكفانه عليه سحنة الموتى قال : فكأني بكيت لما رأيته ، قال : يا بني ما أبطأ بك عني ؟ قلت : وإنك لتعلم بمجيئي ؟ قال : ما جئت مرة إلا علمتها ، وقد كنت تأتيني فآنس بك وأسر بك ، ويسر من حولي بدعائك ، قال : فكنت آتيه بعد ذلك كثيرا .
حدثني محمد بن عبد العزيز بن سليمان ، حدثنا بشر بن منصور ، قال : لما كان زمن الطاعون ، كان رجل يختلف إلى الجبان ، فيشهد الصلاة على الجنائز ، فإذا أمسى وقف على باب المقابر قال : آنس الله وحشتكم ورحم غربتكم ، وتجاوز عن مسيئكم ، وقبل حسناتكم ، ولا يزيد عن هؤلاء الكلمات . فقال : فأمسيت ذات ليلة وانصرفت إلى أهلي ولم آت المقابر فأدعو كما كنت أدعو ، فبينما أنا نائم إذا بخلق كثير قد جاؤوني ، فقلت : ما أنتم وما حاجتكم ؟ قالوا : نحن أهل المقابر . قلت : وما حاجتكم ؟ قالوا : إنك عودتنا منك هدية عند انصرافك إلى أهلك . فقلت : وما هي ؟ قالوا : الدعوات التي كنت تدعو بها . قال : فقلت : فإني أعود لذلك . قال : فما تركتها بعد .
وذكر ابن أبي الدنيا ، عن أحمد بن أبي الحواري قال : حدثني محمد أخي قال : دخل عباد بن عباد على إبراهيم بن صالح وهو على فلسطين ، فقال : عظني ؟ قال : بما أعظك أصلحك الله ؟ بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم الموتى ، فانظر ما يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك ، فبكى إبراهيم حتى اخضلت لحيته .
وقال شبيب بن شبيبة : أوصتني أمي عند موتها ، فقالت : يا بني إذا دفنتني فقم عند قبري وقل : يا أم شبيب قولي : لا إله إلا الله ، فلما دفنتها قمت عند قبرها فقلت : يا أم شبيب قولي لا إله إلا الله ، ثم انصرفت ، فلما كان من الليل رأيتها في النوم فقالت : يا بني كدت أن أهلك لولا أن تداركتني لا إله إلا الله ، فقد حفظت وصيتي يا بني .
والحقيقة الكتاب أكثر من رائع لكن أعتذر لعدم تفرغي ..
ولا كان نسخت لكم الكتاب كله ..
دمتم بود ..