هبوب الريح
23 Dec 2006, 08:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي أعضاء وزوار المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد :
.. في حديث خاص : ( أم تتحدث عن أولادها الخمسة ) ..
مررت بطريق كثيراً ما أتردد معه ، وبسبب ذلك حفظته عن ظهر قلب ، لكن في أحد الأيام استوقفني منظر لم أعتد على رؤيته ، منزل مفتوح على غير عادته ، إنه .. منزل تلك الأم التي لديها خمسة أولاد ، وكم يحب الجميع تلك الأم فقد كانت أماً لكل أهل ذلك الحيّ ، قلت : ربما هناك أمر مريب ، أو أنه يكمن سر عجيب ، دخلت بعدما قرعت الباب ، فإذا بي أسمع صوت بكاء وأنين ، نظرت يمنة ويسرة لا أرى أحداً ، هممت بالرجوع ( فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) ، إذ بصوت يدخل الأذن بلا إذن ، تعال يا بُني رجعت مهرولاً وبسرعة ، دقات وخفقان قلبي تسابق خطوات قدمي ، يا له من مشهد .. إنها تلك الأم جالسة لوحدها ، تبكي وقد طأطأة رأسها ، سلمت عليها فردت ، سألتها عن حالها فأجهشت ، أخبريني أيتها الأم : مالقصة ؟ هل تشكين من علل وأمراض ؟ سأجلب لك الطبيب في اللحظة ، قالت بعد سكوت قاتل : لا هذا ولا غيره لا تذهب بعيداً ، علّتي في أولادي ، وسقمي من أبنائي ، لي معهم شأن وأمور ، تكررت مأساتي في كل العصور ، لا تتحد طباعهم ، و تختلف أخلاقهم ، مع أنهم شربوا من لبن واحد ، وعاشوا في كنف بيت واحد ، ألهتهم الدنيا عن تفقد حاجتي ، مع أنهم هم المحتاجون إليّ ، وشغلتهم الدنيا عن خدمتي ، مع أني خيرَ معين لهم ، فأما الابن الأول : فهو أحسنهم يأتيني كل يوم ويرتدد عليّ ويجلس معي .. فكم هو ابن بار ، وأما الابن الثاني : فلا يأتيني إلا من فترة لفترة ويقدم الاعتذار الحار ويطلب مني العفو والصفح .. وتعرف قلب الأم ، وأما الابن الثالث : فإنه يزورني في أغلب الأحوال لكنه دائماً شارد الذهن يدخل ويخرج من عندي وهو مازال في سرحانه .. جسد بلا روح ، وأما الابن الرابع : فإنه يأتي مستعجلاً يسلم عليّ ويخرج بسرعة لدرجة أني لا أقدر أن أميّز ملامح وجهه .. وكأن أحداً يطارده ، وأما الابن الخامس : فمنذ أن تزوج لم أعد أراه لم يكلف نفسه يوماً من الأيام أن يأتي لزيارتي فلست أدري أيّ سماء تظله وأيّ أرض تقلّه ، يا له من عقوق .. نعم .. إنها الأم وأعني بها ( الصـــــــــلاة ) بجامع الرحمة بينهما فالأم ترحم صغارها وتعطف عليهم والصلاة كذلك هي رحمة للمؤمنين أو لسنا حين ندخل المسجد نقول ( اللهم افتح لي أبواب رحمتك ) ، وذلك البيت إنه ( المسجـــــــــــد ) ، وأما خبر هؤلاء الأبناء فالأول : هو من يحافظ على الصلاة في وقتها جماعة مع المسلمين ، وأما الثاني : فهو من يصلي فرضاً ويترك فروضاً ويحافظ على الصلاة يوماً ويتركها أياماً ، وأما الثالث : فهو الذي يأتي للصلاة لكنه في واد وصلاته في واد سارح الفكر شارد الذهن حتى لو سهى الإمام لم يشعر بذلك ، وأما الرابع : فهو المسئ في صلاته ينقرها نقر الغراب فلا خشوع ولا طمأنينة ، وأما الخامس : فهو الذي لم يأت للمسجد مطلقاً ولم يصلِ لربه أبداً .. فيا أيها الصديق أيّ هؤلاء الأبناء أنت ..
أحبتي أعضاء وزوار المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد :
.. في حديث خاص : ( أم تتحدث عن أولادها الخمسة ) ..
مررت بطريق كثيراً ما أتردد معه ، وبسبب ذلك حفظته عن ظهر قلب ، لكن في أحد الأيام استوقفني منظر لم أعتد على رؤيته ، منزل مفتوح على غير عادته ، إنه .. منزل تلك الأم التي لديها خمسة أولاد ، وكم يحب الجميع تلك الأم فقد كانت أماً لكل أهل ذلك الحيّ ، قلت : ربما هناك أمر مريب ، أو أنه يكمن سر عجيب ، دخلت بعدما قرعت الباب ، فإذا بي أسمع صوت بكاء وأنين ، نظرت يمنة ويسرة لا أرى أحداً ، هممت بالرجوع ( فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) ، إذ بصوت يدخل الأذن بلا إذن ، تعال يا بُني رجعت مهرولاً وبسرعة ، دقات وخفقان قلبي تسابق خطوات قدمي ، يا له من مشهد .. إنها تلك الأم جالسة لوحدها ، تبكي وقد طأطأة رأسها ، سلمت عليها فردت ، سألتها عن حالها فأجهشت ، أخبريني أيتها الأم : مالقصة ؟ هل تشكين من علل وأمراض ؟ سأجلب لك الطبيب في اللحظة ، قالت بعد سكوت قاتل : لا هذا ولا غيره لا تذهب بعيداً ، علّتي في أولادي ، وسقمي من أبنائي ، لي معهم شأن وأمور ، تكررت مأساتي في كل العصور ، لا تتحد طباعهم ، و تختلف أخلاقهم ، مع أنهم شربوا من لبن واحد ، وعاشوا في كنف بيت واحد ، ألهتهم الدنيا عن تفقد حاجتي ، مع أنهم هم المحتاجون إليّ ، وشغلتهم الدنيا عن خدمتي ، مع أني خيرَ معين لهم ، فأما الابن الأول : فهو أحسنهم يأتيني كل يوم ويرتدد عليّ ويجلس معي .. فكم هو ابن بار ، وأما الابن الثاني : فلا يأتيني إلا من فترة لفترة ويقدم الاعتذار الحار ويطلب مني العفو والصفح .. وتعرف قلب الأم ، وأما الابن الثالث : فإنه يزورني في أغلب الأحوال لكنه دائماً شارد الذهن يدخل ويخرج من عندي وهو مازال في سرحانه .. جسد بلا روح ، وأما الابن الرابع : فإنه يأتي مستعجلاً يسلم عليّ ويخرج بسرعة لدرجة أني لا أقدر أن أميّز ملامح وجهه .. وكأن أحداً يطارده ، وأما الابن الخامس : فمنذ أن تزوج لم أعد أراه لم يكلف نفسه يوماً من الأيام أن يأتي لزيارتي فلست أدري أيّ سماء تظله وأيّ أرض تقلّه ، يا له من عقوق .. نعم .. إنها الأم وأعني بها ( الصـــــــــلاة ) بجامع الرحمة بينهما فالأم ترحم صغارها وتعطف عليهم والصلاة كذلك هي رحمة للمؤمنين أو لسنا حين ندخل المسجد نقول ( اللهم افتح لي أبواب رحمتك ) ، وذلك البيت إنه ( المسجـــــــــــد ) ، وأما خبر هؤلاء الأبناء فالأول : هو من يحافظ على الصلاة في وقتها جماعة مع المسلمين ، وأما الثاني : فهو من يصلي فرضاً ويترك فروضاً ويحافظ على الصلاة يوماً ويتركها أياماً ، وأما الثالث : فهو الذي يأتي للصلاة لكنه في واد وصلاته في واد سارح الفكر شارد الذهن حتى لو سهى الإمام لم يشعر بذلك ، وأما الرابع : فهو المسئ في صلاته ينقرها نقر الغراب فلا خشوع ولا طمأنينة ، وأما الخامس : فهو الذي لم يأت للمسجد مطلقاً ولم يصلِ لربه أبداً .. فيا أيها الصديق أيّ هؤلاء الأبناء أنت ..