راعي غنم
11 Mar 2004, 01:47 AM
ترجمة لنص المقابلة التي اجراها الصحفي التركي تومان عليلي
مع الطيار الاميركي سيلفيان كوانتوجيريمس الذي فرّ من الجيش الاميركي في العراق
تشرين 6/1/2004 نقلا عن مجلة «إيدنليك» التركية 2003/9/21 عدد 844Do you Y
ترجمة لنص المقابلة التي اجراها الصحفي التركي تومان عليلي مع الطيار الاميركي سيلفيان كوانتوجيريمس الذي فرّ من الجيش الاميركي في العراق، وتم اللقاء معه في يوغوسلافيا. كان سيلفيان عضواً في مجموعة خاصة في الجيش الاميركي مهمتها تصفية بعض الاعضاء في حزب البعث.
نص المقابلة :
كيف هربتم من العراق ؟ لم يكن ذلك صعباً، حيث ذهبت الى منزل كنت اعرفه قبل ثلاثة اسابيع، حيث سبق لنا ان اقتحمناه مع مجموعة من جنودي، وعندما لجأت اليهم وكشفت لهم هويتي انتابني شعور بالخوف الشديد، ولكنهم عاملوني بلطف وقدموا لي الشاي، وساعدوني كثيرا لاسيما بالتخطيط لعملية فراري من العراق ! الى دولة مجاورة . ثم بعد ذلك وصلت الى يوغوسلافيا، حيث استقبلت هنا بشكل جيد.
لماذا فررتم من وحدتكم في العراق ؟ لقد شعرت بالقرف!! إنني أمارس القتل بشكل آلي، وأقف مع الطرف الظالم دون وجه حق. قبل ذهابي الى العراق، كنت اشعر انني اميركي عظيم، ولكنني ادرك الآن ان الاميركي معزول وغير مرغوب فيه. قيل لنا إن عدد القتلى من الجنود الاميركيين (202) جندي بعد الأول من ايار، والجرحى (3300) جندي، واعلم بأن معظم الجنود يرغبون بالفرار، حيث كان لحرارة الصحراء ونظرة العراقيين إلينا تأثير سلبي علينا، إضافة لذلك كنا نخسر يوميا عددا جديدا من الجنود والاصدقاء، وكنا نتساءل بشكل دائم: لماذا نحن هنا؟ وأين نحن؟ كنا نقتحم المنازل في الليل نسبب الارباك والازعاج للمواطنين، ولايغيب عن ذاكرتي تلك الطفلة العراقية التي توفيت خلال احدى عمليات الاقتحام بسبب الخوف والذعر الذي اصيبت به. قيل لنا في اميركا قبل قدومنا، ان الشعب العراقي سوف يرحب بنا بالزهور، حتى انهم تحدثوا لنا عن العيون السود للفتيات ! العربيات، وانا الآن نسيت حتى حبيبتي في اميركا من جراء ذلك. كان اللباس العسكري الذي نرتديه ثقيلاً «وكأنك ذاهب الى القمر» حتى أنك لاتستطيع ان تحك جلدك إذا رغبت بذلك، وهذه البزات العسكرية تعبر عن الحالة المعنوية السيئة وعن الخوف الشديد، في وقت نحارب مواطنين عراقيين عاري الاقدام، لكنك لاتقرأ في عيونهم الخوف والرعب. كنت افكر باستمرار بأن لي أما وحبيبة واصدقاء في اميركا وكذلك لهؤلاء العراقيين وانا أمثل الطرف المعتدي بينما العراقي يدافع عن اهله ووطنه. فعلنا كل شيء لتعذيب الاسرى؟؟؟ كنا نشاهد يوميامنظر القتلى العراقيين،وحتى الجثث الملقاة في الشوارع ويصعب علي كثيرا ان أتحدث عن اعمال التعذيب التي كنا نمارسها ضد الاسرى العراقيين. استخدمنا كل الاساليب التي تشعر الاسير بالذل والهوان، فمثلاً كنا نستخدم اسلوب«G17» ضد الاسير والغاية من ذلك استسلام الاسير وقبوله التعامل معنا، كنا نضع كيسا قماشيا في رأس الاسير ونستخدم الاغلال البلاستيكية التي تسبب الحروق نتيجة للحرارة المرتفعة وجروحا عظيمة في رسغ اليد، لقد جربنا! ذلك احيانا على انفسنا ولم نتمكن من تحمل هذه الاغلال لدقائق إذ انها كانت تسبب الحروق والحك الشديد والجروح العميقة. لقد صنعت هذه الاغلال في اميركا واحضرت الى العراق، وبمعنى آخر فإن بلدي (اميركا) تنفذ وتطبق كل الاساليب لزيادة تعذيب وآلام الاسرى، وقارنت ذلك مع تعامل العراقيين مع الاسرى الاميركيين حيث كانوا يقدمون الشاي لهم، بينما نحن لانقدم لهم حتى الماء، ونقوم بنقلهم في شاحنات مفتوحة، وفي أسوأ الظروف يمكنك تصور آلام ووضع هؤلاء الاسرى اثناء نقلهم في حال وجود مطبات وحفر في الطرق. وحين الوصول الى نقطة معينة كنا نقوم برميهم من الشاحنة على الارض، وكنا نبصق وحتى نبول عليهم. هذه اشياء كلها غير انسانية وأثرت علي كثيرا. كلنا نستخدم المخدرات؟؟؟ عدد كبير منا كان يتناول انواعا من المخدرات «الماريغوانا، الحشيش» وحوالي 70% من أصدقائي كانوا يتعاطون المخدرات، وحسب معلوماتي اكثرمن «900» جندي اميركي فرّ من العراق، ولا استطيع ان أنسى نظرات المسلمين العراقيين لنا، لاسيما عندما كانوا يرون الجنود الاميركيين في غرف نومهم مع زوجاتهم، وقد كان هذا يحولهم إما الى اناس بلا إحساس او الى اسود مجروحة. عندما كنا نعيش هذه التجارب كنا نردد مثلاً يقول: «لاتمسك ذيل النمر، وإذا أمسكته لاتتركه» ولذلك كنا نفكر دائما بماذا سيفعل العراقيون بنا بعد ان نتركهم. أقول لكم بكل صراحة وانا ارتجف الآن إن الفلسطينيين محقون عندما يتحولون الى قنابل حية. تعلمت من العراقيين الحضارة ؟؟
انت تتحدث الى مجلة تركية، ما هو شعورك؟ ارى ان لقائي مع شخصيات من تركيا مسألة مهمة، لأنكم قريبون جدا من العراقيين الذين تعلمت منهم الحضارة ورأيت بأم عيني كم هم المسلمون منصفون. إن بلدان هذه المنطقة هي مهد الحضارات وفي الوقت الذي جئت فيه لأدمرها قدم لي اهلها المساعدات لاهرب من هذا الجحيم وعلموني الانسانية والحضارة، وعندما كنت اخطط للفرار كان معظم جنودي يهربون من واقعهم باللجوء الى تناول الكحول والبكاء. من الصعب مواجهة اولئك الذين يدافعون عن وطنهم؟؟
هل يمكن التشبيه بين ما يجري في العراق وبين ما جرى في فييتنام؟ فييتنام؟؟؟ الوضع في العراق أبشع مما كان في فييتنام لأنني سمعت وقرأت عن فييتنام، ولكنني عشت شخصيا المظالم الوحشية في العراق. وتأكدت انه من الصعب جدا مواجهة اولئك الذين يدافعون عن وطنهم،إذ ان معنوياتهم عالية جدا ويبدو ان ذلك آت من مشاعر الدفاع عن الوطن والاهل. احيانا افكر وكأننا نعمل عملاء وأننا خدم للشيطان، ولا أتصور بأننا نمثل العدالة، لأن العدالة لايمكن ان تكون ممثلة بالاورانيوم الموجود في الصواريخ النووية. ومن السخف الادعاء بأننا لم نتلق معاملة طيبة في العراق، وهذا ما يؤكد بأن الشعوب ليست ضد الشعب الاميركي، بل هي ضد سياسات الحكومات الاميركية، وربما كل من يقاوم الاشياء السيئة هو إنسان ايجابي. وأقول لهؤلاء في اميركا الذين يرغبون بالخدمة في الجيش الاميركي في العراق بسبب المكاسب المادية او للحصول على الجنسية الاميركية او لاية اسباب اخرى، ان يفكروا اولاً بشرفهم وإنسانيتهم، لان عليهم ان يتجردوا من الجانب الانساني كي يستطيعوا الخدمة هناك، لان جيشنا هو كمنظمة (مافيا) لاتستطيع ان تخرج بعد دخولك اليها. ! وصلتني اخبار بأن عائلتي قد تبرأت مني، والشباب يزعجون أخي الصغير في المدرسة، ويطلقون عليه لقب «شقيق الخائن»، وأحيانا اسمع ان بعض العائلات لاترحب بالجنود الاميركيين الذين يصلون الى اميركا بعد انتهاء خدمتهم في العراق، ويقبلون الارض عرفانا بعودتهم بالسلامة، ويقولون لهم كان من الافضل ان تموتوا لان هذا كان سيساعدنا ماديا، وإنني استغرب هنا انتهازية هذا المجتمع وغباءه. أحارب مع العراقيين؟؟؟ تحاول اميركا استخدام جنود بعض الدول الاخرى كدرع واق، وقد تعلمت من العراق شيئين اساسيين: الاول سوداوية المصالح الاميركية. والثاني إنني اشعر بالعار لأنني اميركي. نعم، نعم بكل راحة ضمير اليوم لست فخورا بأنني اميركي، سأقول ذلك في كل مكان مهما كان الثمن. لقد غضبت في الماضي عندما قرأت سيرة الملاكم «محمد علي كلاي» وكنت أسأل نفسي آنذاك كيف يمكن لاميركي ان يرفض الخدمة في فييتنام، واعتبرته خائنا، ولكني الآن ادرك بأن «علي» كان على حق ، وكان يقول في احدى فقرات مذكراته: «هذه ليست حربي»، وكان يقول إنه« لو! ذهب الى فييتنام فإنه سيحارب مع الفييتناميين ضد الجنود الاميركيين»، وأنا أقول الآن: سأحارب مع العراقيين ضد اميركا، لأنهم يمثلون جانب الحق
مع الطيار الاميركي سيلفيان كوانتوجيريمس الذي فرّ من الجيش الاميركي في العراق
تشرين 6/1/2004 نقلا عن مجلة «إيدنليك» التركية 2003/9/21 عدد 844Do you Y
ترجمة لنص المقابلة التي اجراها الصحفي التركي تومان عليلي مع الطيار الاميركي سيلفيان كوانتوجيريمس الذي فرّ من الجيش الاميركي في العراق، وتم اللقاء معه في يوغوسلافيا. كان سيلفيان عضواً في مجموعة خاصة في الجيش الاميركي مهمتها تصفية بعض الاعضاء في حزب البعث.
نص المقابلة :
كيف هربتم من العراق ؟ لم يكن ذلك صعباً، حيث ذهبت الى منزل كنت اعرفه قبل ثلاثة اسابيع، حيث سبق لنا ان اقتحمناه مع مجموعة من جنودي، وعندما لجأت اليهم وكشفت لهم هويتي انتابني شعور بالخوف الشديد، ولكنهم عاملوني بلطف وقدموا لي الشاي، وساعدوني كثيرا لاسيما بالتخطيط لعملية فراري من العراق ! الى دولة مجاورة . ثم بعد ذلك وصلت الى يوغوسلافيا، حيث استقبلت هنا بشكل جيد.
لماذا فررتم من وحدتكم في العراق ؟ لقد شعرت بالقرف!! إنني أمارس القتل بشكل آلي، وأقف مع الطرف الظالم دون وجه حق. قبل ذهابي الى العراق، كنت اشعر انني اميركي عظيم، ولكنني ادرك الآن ان الاميركي معزول وغير مرغوب فيه. قيل لنا إن عدد القتلى من الجنود الاميركيين (202) جندي بعد الأول من ايار، والجرحى (3300) جندي، واعلم بأن معظم الجنود يرغبون بالفرار، حيث كان لحرارة الصحراء ونظرة العراقيين إلينا تأثير سلبي علينا، إضافة لذلك كنا نخسر يوميا عددا جديدا من الجنود والاصدقاء، وكنا نتساءل بشكل دائم: لماذا نحن هنا؟ وأين نحن؟ كنا نقتحم المنازل في الليل نسبب الارباك والازعاج للمواطنين، ولايغيب عن ذاكرتي تلك الطفلة العراقية التي توفيت خلال احدى عمليات الاقتحام بسبب الخوف والذعر الذي اصيبت به. قيل لنا في اميركا قبل قدومنا، ان الشعب العراقي سوف يرحب بنا بالزهور، حتى انهم تحدثوا لنا عن العيون السود للفتيات ! العربيات، وانا الآن نسيت حتى حبيبتي في اميركا من جراء ذلك. كان اللباس العسكري الذي نرتديه ثقيلاً «وكأنك ذاهب الى القمر» حتى أنك لاتستطيع ان تحك جلدك إذا رغبت بذلك، وهذه البزات العسكرية تعبر عن الحالة المعنوية السيئة وعن الخوف الشديد، في وقت نحارب مواطنين عراقيين عاري الاقدام، لكنك لاتقرأ في عيونهم الخوف والرعب. كنت افكر باستمرار بأن لي أما وحبيبة واصدقاء في اميركا وكذلك لهؤلاء العراقيين وانا أمثل الطرف المعتدي بينما العراقي يدافع عن اهله ووطنه. فعلنا كل شيء لتعذيب الاسرى؟؟؟ كنا نشاهد يوميامنظر القتلى العراقيين،وحتى الجثث الملقاة في الشوارع ويصعب علي كثيرا ان أتحدث عن اعمال التعذيب التي كنا نمارسها ضد الاسرى العراقيين. استخدمنا كل الاساليب التي تشعر الاسير بالذل والهوان، فمثلاً كنا نستخدم اسلوب«G17» ضد الاسير والغاية من ذلك استسلام الاسير وقبوله التعامل معنا، كنا نضع كيسا قماشيا في رأس الاسير ونستخدم الاغلال البلاستيكية التي تسبب الحروق نتيجة للحرارة المرتفعة وجروحا عظيمة في رسغ اليد، لقد جربنا! ذلك احيانا على انفسنا ولم نتمكن من تحمل هذه الاغلال لدقائق إذ انها كانت تسبب الحروق والحك الشديد والجروح العميقة. لقد صنعت هذه الاغلال في اميركا واحضرت الى العراق، وبمعنى آخر فإن بلدي (اميركا) تنفذ وتطبق كل الاساليب لزيادة تعذيب وآلام الاسرى، وقارنت ذلك مع تعامل العراقيين مع الاسرى الاميركيين حيث كانوا يقدمون الشاي لهم، بينما نحن لانقدم لهم حتى الماء، ونقوم بنقلهم في شاحنات مفتوحة، وفي أسوأ الظروف يمكنك تصور آلام ووضع هؤلاء الاسرى اثناء نقلهم في حال وجود مطبات وحفر في الطرق. وحين الوصول الى نقطة معينة كنا نقوم برميهم من الشاحنة على الارض، وكنا نبصق وحتى نبول عليهم. هذه اشياء كلها غير انسانية وأثرت علي كثيرا. كلنا نستخدم المخدرات؟؟؟ عدد كبير منا كان يتناول انواعا من المخدرات «الماريغوانا، الحشيش» وحوالي 70% من أصدقائي كانوا يتعاطون المخدرات، وحسب معلوماتي اكثرمن «900» جندي اميركي فرّ من العراق، ولا استطيع ان أنسى نظرات المسلمين العراقيين لنا، لاسيما عندما كانوا يرون الجنود الاميركيين في غرف نومهم مع زوجاتهم، وقد كان هذا يحولهم إما الى اناس بلا إحساس او الى اسود مجروحة. عندما كنا نعيش هذه التجارب كنا نردد مثلاً يقول: «لاتمسك ذيل النمر، وإذا أمسكته لاتتركه» ولذلك كنا نفكر دائما بماذا سيفعل العراقيون بنا بعد ان نتركهم. أقول لكم بكل صراحة وانا ارتجف الآن إن الفلسطينيين محقون عندما يتحولون الى قنابل حية. تعلمت من العراقيين الحضارة ؟؟
انت تتحدث الى مجلة تركية، ما هو شعورك؟ ارى ان لقائي مع شخصيات من تركيا مسألة مهمة، لأنكم قريبون جدا من العراقيين الذين تعلمت منهم الحضارة ورأيت بأم عيني كم هم المسلمون منصفون. إن بلدان هذه المنطقة هي مهد الحضارات وفي الوقت الذي جئت فيه لأدمرها قدم لي اهلها المساعدات لاهرب من هذا الجحيم وعلموني الانسانية والحضارة، وعندما كنت اخطط للفرار كان معظم جنودي يهربون من واقعهم باللجوء الى تناول الكحول والبكاء. من الصعب مواجهة اولئك الذين يدافعون عن وطنهم؟؟
هل يمكن التشبيه بين ما يجري في العراق وبين ما جرى في فييتنام؟ فييتنام؟؟؟ الوضع في العراق أبشع مما كان في فييتنام لأنني سمعت وقرأت عن فييتنام، ولكنني عشت شخصيا المظالم الوحشية في العراق. وتأكدت انه من الصعب جدا مواجهة اولئك الذين يدافعون عن وطنهم،إذ ان معنوياتهم عالية جدا ويبدو ان ذلك آت من مشاعر الدفاع عن الوطن والاهل. احيانا افكر وكأننا نعمل عملاء وأننا خدم للشيطان، ولا أتصور بأننا نمثل العدالة، لأن العدالة لايمكن ان تكون ممثلة بالاورانيوم الموجود في الصواريخ النووية. ومن السخف الادعاء بأننا لم نتلق معاملة طيبة في العراق، وهذا ما يؤكد بأن الشعوب ليست ضد الشعب الاميركي، بل هي ضد سياسات الحكومات الاميركية، وربما كل من يقاوم الاشياء السيئة هو إنسان ايجابي. وأقول لهؤلاء في اميركا الذين يرغبون بالخدمة في الجيش الاميركي في العراق بسبب المكاسب المادية او للحصول على الجنسية الاميركية او لاية اسباب اخرى، ان يفكروا اولاً بشرفهم وإنسانيتهم، لان عليهم ان يتجردوا من الجانب الانساني كي يستطيعوا الخدمة هناك، لان جيشنا هو كمنظمة (مافيا) لاتستطيع ان تخرج بعد دخولك اليها. ! وصلتني اخبار بأن عائلتي قد تبرأت مني، والشباب يزعجون أخي الصغير في المدرسة، ويطلقون عليه لقب «شقيق الخائن»، وأحيانا اسمع ان بعض العائلات لاترحب بالجنود الاميركيين الذين يصلون الى اميركا بعد انتهاء خدمتهم في العراق، ويقبلون الارض عرفانا بعودتهم بالسلامة، ويقولون لهم كان من الافضل ان تموتوا لان هذا كان سيساعدنا ماديا، وإنني استغرب هنا انتهازية هذا المجتمع وغباءه. أحارب مع العراقيين؟؟؟ تحاول اميركا استخدام جنود بعض الدول الاخرى كدرع واق، وقد تعلمت من العراق شيئين اساسيين: الاول سوداوية المصالح الاميركية. والثاني إنني اشعر بالعار لأنني اميركي. نعم، نعم بكل راحة ضمير اليوم لست فخورا بأنني اميركي، سأقول ذلك في كل مكان مهما كان الثمن. لقد غضبت في الماضي عندما قرأت سيرة الملاكم «محمد علي كلاي» وكنت أسأل نفسي آنذاك كيف يمكن لاميركي ان يرفض الخدمة في فييتنام، واعتبرته خائنا، ولكني الآن ادرك بأن «علي» كان على حق ، وكان يقول في احدى فقرات مذكراته: «هذه ليست حربي»، وكان يقول إنه« لو! ذهب الى فييتنام فإنه سيحارب مع الفييتناميين ضد الجنود الاميركيين»، وأنا أقول الآن: سأحارب مع العراقيين ضد اميركا، لأنهم يمثلون جانب الحق